الفنان والجالس معه
الفنان والجالس معه
اظهر الجانب الانساني الجميل فينا،
لا تضايق الفنان وتغضبه امام الاعلام والناس. تعودنا على الاستفادة من ان نجعلهم يظهروا بشكل سلبي... في الاحوال الصحية والجيدة: الفنان الحقيقي يحاول كثيرا ان يتحكم بنفسه مع الشهرة والنجومية الصعبه خاصة انه تلقائيا ستظهر الكثير من الجوانب السلبية في حياته ويتصرف المفترض كانه انسانا عاديا، لكن الناس لا تريده انسانا عاديا، يتصرفون بطريقة منظمة على الحكم المطلق مع الفنان، وبانه يجب ان يكون مثاليا وكانه اله، وبان كل مجتمع له اله فنانه الخاص الذي ينافس به قوته المجتمع الاخر، حتى يفوز مجتمع ضد مجتمع. الكثير من الفنانين يستفيدون من هذه النظرية والكثير منهم في العالم ايضا لم يستفيدوا ولم يصبحوا ذاك المقدس لمنظومة ما.
هناك جانب ايجابي وجميل، اظهر هذا الجانب الانساني الجميل في الفنان في الاعلام ولا تنصدموا ولا تتفاجاوا ان له حياة مختلفة عن ماترونه ايضا لان (الفنان الحقيقي) يجرب الحياة، ولم يكذب عليكم من خلال الاعلام بانه مثالي لانه حقا فنان طيب وجميل وايضا له جانب قاسي قد لا تفهمونه،
ولا تبرروا كثيرا بان لانه فنان عليه اجباريا بان يكون كذا وكذا، لانه انسان حر وينظر الى الحياة بتجربته الخاصة وبمنظور مختلف عنكم، قد يتالم اكثر من شخص يتالم بحد ذاته وبسبب عدم قدرته على المساعدة يصل الى مرحلة وحالة اكتئاب قصوى تعذبه، يتاثر بمن حوله بشكل اكبر لا تدركوه، ثم يحول هذا الاكتئاب الى حالة ابداع عبقرية ويصارع بين رغبة الناس له بعد تلك المنتوج المبهر للجماهير (المنتج الابداعي) ليحولوه الى مقدس، بعد ذلك التقديس والتقدير يعود سعيدا الى حالة نفسية جديدة يجرب فيها الحياة لكن يفاجا بان البشر لا تريده عاديا بعد الان وان عليه ان ينفذ رغباتهم فتزداد الاحكام العكسية عليه حتى يصل الى حبل المشنقة ويعدمونه.
كونوا بسيطين وسهلين مع الفنانين لان حالتهم النفسية والعقلية مختلفة، وبسبب هذا يبتعد الفنانين وينعزلون عن الناس العاديين ليس لانه لا يحب ذلك بل بسبب هذا النقص والاضطراب البشري لعدم ادراكهم والتعامل معهم بانسانية وبحذر.. الفنان قد يكون عاديا الان لكن خلال لحظة واحدة تجده يتصرف ويتقلب في حالة اخرى لان مشاعره دقيقة وحساسة جدا تجاه المحيط ويلاحظ تفاصيل اكثر منك ويحللها بتجاربه الخاصة، وقد لا تفهم هذا الانقلاب وتتصرف بشكل مزعج، يقرر بعدها ان يبتعد عنك لانك لم تفهم تلك اللحظة الدقيقة جدا التي كان فيها لانك تزعج وتدمر تلك اللحظة المهمه بالنسبة له في الانقلاب، وفي نفس الوقت لا يريد ان يحكم عليك لانه يعرف تماما انك تراه مقدسا ويريد ان يكون حريصا على ان لا ترى جوانبا اخرى لا تفهمه وتحسب بانه ليس كما تعرفه، كل هذا ناتج عن عدم فهمك للفنان عندما تكون معه جالسا بانه قد يكون شخصية مختلفة قد تنصدم منها وتتغير نظرتك، لانكم السبب في بناء تلك الافكار ايضا، وبانه ليس لديكم خيال كافي بحياة الفنانين، وبان حكمك غوغائي. تصرف بذكاء وهدوء معه وتفاعل بذكاء لان الفنانين يعرفون ايضا من انت، يعرفون كل شيء.
اظهر الجانب الانساني الجميل فينا حتى لو كنا اشياء اخرى لا تتوقعها ابدا.
كل هذا، اخبركم عن الفنان الحقيقي، فنانين العبقرية والابداع. لا تحكم على الاخرين.
كتابة: ايما شاه
١٦ فبراير ٢٠١٩
صورة صورت امس بعد حفلتي في داما كافي. تصوير: رتاج السويدان.
مكياج وتسريحة: مركز بريجيت خوري للجمال.
